الذاكرة، الفلسفة، والكتابة- تأملات في الحياة والعلاقات

المؤلف: أحمد الشمراني10.05.2025
الذاكرة، الفلسفة، والكتابة- تأملات في الحياة والعلاقات

• إنَّ نسبَ الاستيعابِ والرفضِ بينَ النَّاسِ تتفاوتُ، تمامًا كنسبِ الفهمِ واللَّافهمِ، وإذا ما أبحرتُ في هذا الخضمِّ، أخشى أنْ أتوهَ بينَ هذينِ الحالينِ المتناقضينِ!

• يضيقُ الفلاسفةُ ذرعًا بنقدِ الآخرينَ لبعضِ آرائِهم، رغمَ أنَّ المعرفةَ الإنسانيةَ لا تتوقفُ عندَ زمنٍ أو شخصٍ، بل هي في تطورٍ دائمٍ ومستمرٍ.

• كما قالَ الأديبُ محمد الرطيان في إحدى مقولاته:

‏«أتخيلُ أنَّ هناكَ أحاسيسَ عميقةً، حتى داءُ الزهايمرِ العضالِ لا يقدرُ على محوها من الذاكرةِ».

‏• يُحكى أنَّ الروائيَّ الكولومبيَّ الشهيرَ، غابرييل غارسيا ماركيز، أُصيبَ بمرضِ الزهايمرِ، وبعدَ مضيِّ فترةٍ من الزمنِ، زارَهُ صديقٌ قديمٌ، وعندما جلسَ بجانبِهِ، التفتَ إليهِ ماركيزُ، وقالَ:

‏«أنا لا أعرفُ منْ أنتَ..

‏ولكنني أشعرُ بفيضٍ من المودةِ والمحبةِ تجاهك».

• نحتاجُ في هذهِ الحياةِ إلى ذاكرةٍ شبيهةٍ بذاكرةِ ماركيز، وأهدافٍ ساميةٍ كتلكَ التي أيقظتْ مشاعرَ الدكتورِ كسّاب العتيبي، فقدمَ لنا نصًا رياضيًّا لمْ يرقْ لي، لا في شكلهِ ولا مضمونهِ ومحتواه..

• فقلتُ لهُ وعنه: «أراكَ في هذا المنشورِ يا دكتور (متأثرًا) ولا بأسَ عليكَ، ولكنَّ المثقفَ عندما يستثارُ، يخرجُ أروعَ ما لديهِ من أفكارٍ وإبداعاتٍ، أقولُ المثقفَ وأنا أعتبركَ كذلكَ بلا شك».

‏• فريقٌ كبيرٌ انتصرَ على فريقٍ آخرَ كبيرٍ، هذهِ هي الحقيقةُ القاطعةُ، أما عكسُ ذلكَ فقد تجدُهُ في ثلاثيةِ الأديبِ نجيب محفوظ، ولمْ أقلْ ثلاثيةَ توني حتى لا أثيرَ غضبك واستياءك.

‏• أخيرًا: «يالو» أظهرَ مجدنا وعزتنا، ولمْ ينتقصْ من قدرنا، فهلْ تتذكرُ مباراةَ «الأهلي والهلال» الشهيرة.

• وبينما أنتَ تحاصرني بكلماتكَ الفارغةِ الجوفاءِ، تذكرْ أنني بالكادِ أراكَ، فكيفَ لي أنْ أردَّ عليكَ وأنا لا أراك.

(2)

قالَ عني ما يختلجُ في صدرهِ، وقلتُ لهُ ابحثْ عنْ آخرِ النفقِ المظلمِ، فربما تجدُ فيهِ منْ يشبهكَ ويماثلُك، أما أنا فأخشى على كلمتي أنْ تتدنسَ، ولا أخشى تهديداتك أو وعيدك.

ومضةٌ ذات مغزى:

الكتابةُ هي أشدُّ المهنِّ انعزالًا وابتعادًا عنْ الناسِ في هذا العالمِ الفسيح.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة